كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقوله تعالى: {يا مريم اقنتي لربك} قيل القنوت هاهنا القيام وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما أفضل الصلاة فقال طول القنوت أي طول القيام وسمي الدعاء قنوتا لأنه يدعى به في القيام وروى عمرو بن الحارث عن دراج عن أبى اللهيثم عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: «كل حرف ذكره الله في القرآن من القنوت فهو الطاعة».
ثم قال تعالى: {واسجدي واركعي مع الراكعين}.
وفي هذا جوابان فبداء عبد بالسجود قبل الركوع أحدهما أن في شريعتهم السجود قبل الركوع والقول الاخر ان الواو تدل على الاجتماع فإذا قلت قام زيد وعمر جاز أن يكون عمر قبل زيد فعلى هذا يكون المعنى واركعي واسجدي ولهذا أجاز النحويون قام وزيد عمرو وأنشدوا:
الا يا نخلة من ذات عرق ** عليك ورحمة الله السلام

وقوله تعالى: {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} أي من اخبار ما غاب عنك ثم قال تعالى: {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم} لديهم معناه عندهم قيل الاقلام السهام يتقارعون بها وسمي السهم قلما لأنه يقلم أي يبرى.
ثم قال تعالى: {أيهم يكفل مريم} أي لينظرو ا أيهم تجب له كفالة مريم وفي الكلام حذف أي إذ يختصمون فيها أيهم أحق بها.
وقوله تعالى: {وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين} الوجية الذي له القدر والمنزلة الرفيعة يقال لفلان جاه وجاهة وقد وجه يوجه وجاهة.
وقوله تعالى: {ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين} يقال اكتهل النبت إذا تم والكهل ابن الاربعين أو ما قاربها وقال يزيد بن أبى حبيب الكهل منتهى الحلم والفائدة في قوله تعالى: {وكهلا} أنه خبرها أنه يعيش إلى ان يصير كهلا.
وقوله تعالى: {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} قيل يعني الهاما.
وقوله تعالى: {وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله} الاكمة قال مجاهد هو الذي يبصر في النهار ولا يبصر في الليل فهو يتكمه قال الكسائي يقال كمه يكمه كمها وقال الضحاك هو الاعمى قال أبو عبيدة هو الذي يولد اعمى وأنشد لرؤبة:
هرجت فارتد ارتداد الاكمة

قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} يجوز أن يكون معنى الكل وانشد للبيد:
تراك أمكنه إذا لم أرضها ** أو يرتبط بعض النفوس حمامها

وهذا القول غلط عند أهل النظر من أهل اللغة لأن البعض والجزء لا يكونان بمعنى الكل وقال أبو العباس معنى أو يرتبط بعض النفوس أو يرتبط نفسي كما يقول بعضنا يعرفه أي انا اعرفه ومعنى الآية على بعضها لأن عيسى صلى الله عليه وسلم انما احل لهم أشياء مما حرمها عليهم موسى من أكل الشحوم وغيرها ولم يحل لهم القتال ولا السرقه ولا الفاحشه منها والدليل على هذا أنه روي عن قتادة أنه قال جاءهم عيسى بألين مما جاء به موسى صلى الله عليهما لأن موسى جاءهم بتحريم الابل وأشياء من الشحوم فجاءهم عيسى بتحليل بعضها.
وقوله تعالى: {فاعبدوه هذا صراط مستقيم} أي هذا طريق واضح.
وقوله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر}.
قال أبو عبيدة أحس بمعنى عرف قال من أنصاري إلى الله قال سفيان أي مع الله وقد قال هذا بعض أهل اللغة وذهبوا ألى أن حروف الخفض يبدل بعضها من بعض واحتجوا بقوله تعالى: {ولا صلبنكم في جذوع النخل} قالوا معنى في معنى على وهذا القول عند أهل النظر لا يصح لأن لكل حرف معناه وانما يتفق الحرفان لتقارب المعنى فقوله تعالى: {ولا صلبنكم في جذوع النخل} كان الجذع مشتملا على من صلب ولهذا دخلت في لأنه قد صار بمنزلة الظرف ومعنى من أنصاري إلى الله من يضم نصرته اياي إلى نصرة الله عز وجل.
ثم قال تعالى: {قال الحواريون نحن أنصار الله} روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه انما سموا حواريين لبياض ثيابهم وكانوا صيادين وقال ابن أرطاة انما كانوا غسالين يحورون الثياب أي يغسلونها وقال أهل اللغة الحواريون صفوة الانبياء وهم المخلصون وروى جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي» أي صفوتي ومنه قيل عن حوراء إذا اشتد بياضها وسوادها وامرأة حوراء إذا خلص بياضها مع حور العين ومنه قيل لنساء الأنصار حواريات لنظافتهن عليه وقال أبو جلدة اليشكري:
فقل للحوريات أبي يبكين غيرنا ** ولا تبكنا الا الكلاب النوابح

ومنه الحوري.
وقوله تعالى: {فاكتبنا مع الشاهدين} أي مع الشاهدين لرسولك بالتصديق وروى إسرائيل عن سماك بن عكرمة عن ابن عباس {فاكتبنا مع الشاهدين} قال محمد صلى الله عليه وسلم وأمته شهدوا له أنه قد بلغ وشهدوا للرسل انهم قد بلغوا.
وقوله عز وجل: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} هذا راجع إلى قوله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر} والمكر من الخلائق خب ومن الله مجازة كما قال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها}.
وقوله عز وجل: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} في الآية قولان احدهما ان المعنى أني رافعك ألي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك وهذا جائز في الواو لأنه قد عرف المعنى وانه لم يمت بعد والقول الاخر أن يكون معنى متوفيك قابضك من غير موت مثل توفيت مالي من فلان أي قبضته كما قال جل وعز: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} وقال الربيع بن أنس يعني وفاة المنام رفعه الله عز وجل في منامه.
وقال مطر الوراق متوفيك ورافعك واحدة ولم يمت بعد وروى ابن أبى طلحة عن ابن عباس متوفيك أي مميتك ثم قال وهب توفاه الله ثلاث ساعات من النهار ومحمد بن جرير يميل إلى قول من قال أني قابضك من الأرض بغير موت ورافعك الي لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ليهبطن عيسى بن مريم إلى الأرض.
ثم قال تعالى: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}.
قال قتادة يعني المسلمين لانهم اتبعوه فلا يزالون ظاهرين إلى يوم القيامة وقال غيره الذين اتبعوه محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمون لأن دينهم التوحيد كما كان التوحيد دين عيسى صلى الله عليه وسلم وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أولى الناس بابن مريم» وروى يونس بن ميسرة بن حلبس عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لن تبرح طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» ونزع بهذه الآية يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة.
ثم قال تعالى: {إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون} أي فافصل بينكم وتقع المجازاة عليه لأنه قد بين لهم في الدنيا.
ثم قال تعالى: {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة} عذابهم في الدنيا القتل والاسر واخذ الجزية وفي الآخرة النار وما لهم من ناصرين لأن المسلمين عالون عليهم ظاهرون.
وقوله تعالى: {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم} أي من العلامات التي لا تعرف الا بوحي أو بقراءة كتاب ومعنى الحكيم ذو الحكمة.
وقوله تعالى: {الحق من ربك فلا تكن من الممترين} الممترون الشاكون فان قيل كيف خوطب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا فعلى هذا جوابان أحدهما ان المعنى يا محمد قل للشاك هذا الحق من ربك فلا تكن من الممترين.
والقول الآخر ان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لجميع الناس فالمعنى على هذا فلا تكونوا من الممترين ويقوي هذا قوله عز وجل: {يا ايها النبي إذا طلقتم النساء}.
وقوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} قيل يعني بالأنفس هاهنا أهل دينهم كما قال تعالى: {فسلموا على أنفسكم}.
وقال تعالى: {فاقتلوا أنفسكم} وأصل الابتهال في اللغة الاجتهاد ومنه قول لبيد:
في كهول سادة من قومه ** نظر الدهر إليهم فابتهل

أي اجتهد في هلاكهم فمعنى الآية ثم نجتهد في الدعاء بالعنة وروي ان قوما من النصارى من أهل نجرن «أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الإسلام فقالوا قد كنا مسلمين مثلك فقال كذبتم يمنعكم من الإسلام ثلاث قولكم اتخذ ولدا وأكلكم لحم الخنزير وسجودكم للصليب فقالوا من أبو عيسى فأنزل الله عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الى قوله تعالى فنجعل لعنة الله على الكاذبين فدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الالتعان فقال بعضهم بعض ان فعلتم اضطرم الوادي عليكم نارا فقالوا أما تعرض علينا سوى هذا فقال الإسلام أو الجزية أو الحرب فأقروا بالجزية». وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال لو خرجوا للابتهال لرجعوا لا يرون أهلا ولا ولدا.
وقوله تعالى: {ان هذا لهو القصص الحق} أي ان هذا الذي أوحينا اليك لهو القصص الحق وما من اله الا الله من زائدة للتوكيد والمعنى وما اله الا الله العزيز الحكيم ومعنى العزيز الذي لا يغلب والحكيم ذو الحكمة.
ثم قال تعالى: {فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين} أي عليم بمن يفسد عباده وإذا علم ذلك جازى عليه.
وقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} معنى كلمة قصة فيها شرح ثم بين الكلمة بقوله الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله السواء النصفة قال زهير:
أروني خطة لا ضيم فيها ** يسوى بيننا فيها السواء

وقوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده} لأن اليهود قالوا كان ابراهيم منا وقالت النصارى كان منا فأعلم الله ان اليهودية والنصرانية كانتا بعد ابراهيم عليه السلام وان دين ابراهيم الإسلام لأن الإسلام هو التوحيد فهو دين جميع الانبياء.
ثم قال تعالى: {ولكن كان حنيفا مسلما} والحنف في اللغة اقبال صدر القدم على الاخرى إذا كان ذلك خلقه فمعنى الحنيف المائل إلى الإسلام على حقيقته.
وقوله عز وجل: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} والمعنى والنبي والذين آمنوا أولى بإبراهيم ويعني بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعنى {والله ولي المؤمنين} ناصرهم.
ثم قال تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم} وكلهم كذا وانما من هاهنا لبيان الجنس وقد قيل ان طائفة بعضهم.
وقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون} أي {وأنتم تشهدون} بأنها حق لانكم كنتم تبشرون بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يبعث.
ثم قال تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} أي لم تغطون.
وقوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون} الطائفة الفرقة ووجه النهار أوله قال الشاعر:
وتضئ في وجه النهار منيرة ** كجمانة البحري سل نظامها

قال قتادة قال بعض اليهود أظهروا لمحمد الرضا ما بما جاء به أول انهار ثم انكروا ذاك في آخره فانه أجدر ان يتوهم انكم انما فعلتم ذلك لشئ ظهرت لكم تنكرونه وأجدر أن يرجع أصحابه.
وقوله تعالى: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} قال محمد بن يزيد في الكلام تقديم وتأخير والمعنى ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم ان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل ان الهدى هدى الله.
وقيل المعنى ولا تؤمنوا ان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم الا من تبع دينكم واللام زائده والمعنى ولا تصدقوا ان يؤتى أحد من علم رسالة النبي مثل ما أوتيتم وقيل المعنى قل ان الهدى هدى الله ان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أي ان الهدى هدى الله وهو بعيد من الكفار وقرأ ابن عباس ومجاهد وعيسى أأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم والمعنى ألاأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم وقرأ الاعمش إن يوأتى لا أحد مثل ما أتيتم ومعنى ان معنى ما كما قال تعالى: {إن الكافرون إلا في غرور} وقد زعم بعض النحويين ان هذا لحن لأن قوله تعالى: {يحاجوكم} بغير نون وكان يجب أن يكون يحاجونكم ولا عامل لها وهذا القول ليس بشئ لأن أو تضمر بعدها أن إذا كانت في معنى حتى والآن كما قال الشاعر:
فقلت له لا تبك عيناك إنما ** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

وقيل: إن معنى أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم لا تصدقوا ان النبوة تكون الا منكم واستشهد صاحب هذا القول بأن مجاهدا قال في قوله عز وجل بعد هذا {يختص برحمته من يشاء} أنه يعني النبوة.
وقوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} اختلف في معنى القنطار فروي عن ابن عباس والحسن أنهما قالا القنطار ألف مثقال وقال أبو صالح وقتادة القنطار مائة رطل.
وروى ابن أبى نجيح وليث عن مجاهد قال القنطار سبعون ألف دينار وروى طلحة ابن عمرو عن عطاء بن أبى رباح المكي قال القنطار سبعة الاف دينار والله اعلم بما أراد ومعنى المقنطرة في اللغة المكملة كما تقول ألف مؤلفة.
وقوله تعالى: {ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده اليك إلا ما دمت عليه قائما} أي مواظبا غير مقصر كما تقول فلان قائم بعمله.
قال سيبويه دام بمعنى ثبت قال أبو جعفر وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن البول في الماء الدائم أي الساكن الثابت ذلك انهم قالوا ليس علينا في الاميين سبيل قيل أناليهود أن كانوا إذا بايعوا المسلمين يقولون ليس علينا في ظلمهم حرج لانهم مخالفوت على لنا ويعنون بالاميين العرب نسبوا إلى ما عليه الامة من قبل أن يتعلموا الكتابة وقيل نسبوا إلى الام ومنه النبي الامي وقيل هو منسوب إلى أم القرى وهي مكة.
وقوله تعالى: {بلى من اوفى بعهده واتقى فان الله يحب المتقين} بلى رد لقولهم ليس علينا في الاميين سبيل.
ثم قال تعالى: {ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أؤلئك لا خلاق لهم في الاخرة} الخلاق النصيب.
وروى عبد الله بن مسعود والاشعث بن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أؤلئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله}» الى آخر الآية وفي قوله ولا يكلمهم الله قولان أحدهما أنه روي ان الله يسمع أولياء كلامه والقول الاخر أنه يغضب عليهم كما تقول فلأن لا يكلم فلانا ومعنى ولا يزكيهم ولا يثنى عليهم ولا يطهرهم ولهم عذاب اليم أي مؤلم يقال أألم الله إذا أوجع فهو مؤلم واليم على التكثير.